العشق الممنوع
كان يكتب دوما عن
أيامه ولياليه عن عشق لم يولد بعد ليقترب من البعيد عوض أن يخرج إليه ...كان
لخياله رغبة مجنونة في التعبير عن ما يخالجه...شاعر يشعر غيره...يفهمه.. وقاص يعيش
محنة الاختيار لينعم بقليل من الحرية...يحاول أن يرتكن إلى الملذات الفكرية ،لكنه
كان يزج بنفسه في مذاهب تعتمد أساسا على التوتر في فهم الأخر ليبدأ التفاعل من اجل
إثبات الذات او نفيها..
كان يتطلع الى طلوع القمر كل ليلة...ينظر الى شاشة ظلماء...يخرج إليها ادا تعب .. يملأ رئتيه غازا ثم يعود...فيتيه ذهنه ويشرد في متاهات الخيال...يتلمس هدايا السماء بحنان خفي...يبيت كل ليلة متكئا على نمارق مبثوثة ... يدخل تحت ردائه ويخرج باردا كل صباح ...بدأ يخاف الزمهرير...كل يوم يأكل جيدا ويلبس حريرا ...لكن دون جدوى...فقر الإحساس الغشوم قد حل به .. لعله إملاق الحب...وإذا نضج لديه التأمل، تعلم الإيماءات والإشارات...وزرع في نفسه أولى بذور العشق .. مزج مادته بروح غيره...تعلم فن الوصف الشعري من الرمادي إلى البنفسجي لتزداد رغبة البوح لديه...بدأ بالقراءة على مرآته لتتجمع لديه الأشواق ...تفنن في حركاته وايماءاته...فزاده دلك لذة ونجح في نصب شراكه على الآخرين دون ان يحدد هوية غريمه...انه بالفعل رجل وسيم داسته نوائب الزمان .. يجلس بحاجبين كثين وبوجه شاحب كان يسلم بفرح على كل واحدة تمر بجواره...لكن القمر غاب عنه.. يبدو انه يكظم أكثر من الخذلان...
كل ليلة يهرق ماء وجهه حزنا...جفت رموشه وهو ينثر لغطا على قدره....لم يتذوق يوما نبض حرارة آدمية...لم يشعر يوما بحرارة نهد يطهر بكاء روحه ...كان يناجي أحضانا غائبة عنه بأصدق الأبيات إلى ان تموت أحلامه في أجمل الكلمات...ثم تداعبه يقظته لتخبره بهوان فراشات أحلامه في ربيع العمر.. حينها تنهار اندفاعاته وتتهور أمنياته...ثم عاد لينام ....ليعانق في كل لياليه أوهامه ويخسر الرهان ...إنه اعتمد العشق في استدراك كل رغباته لينعم بالاستقرار ... لم يدرك أن الآخرين يفكرون فيه ...لم يحذر العزلة والتضليل والخيانة في علاقته مع غيره...فقد أجبر لغته على أدب لا مشروع غابت عنه دلالات كلماته ...ولو سألته في حجته على ذلك، لقال لك : إن عشقي سر مستور عند غيري، وأني أبحث عنه في ذاتي...أكتب عنه وأنتظر ...إن الحديث فيه لذي شجون.. وأما أنت فلا تلمني أو تلم نفسك أو تعلن علي العصيان.. وإن الغد لقريب...
كان يتطلع الى طلوع القمر كل ليلة...ينظر الى شاشة ظلماء...يخرج إليها ادا تعب .. يملأ رئتيه غازا ثم يعود...فيتيه ذهنه ويشرد في متاهات الخيال...يتلمس هدايا السماء بحنان خفي...يبيت كل ليلة متكئا على نمارق مبثوثة ... يدخل تحت ردائه ويخرج باردا كل صباح ...بدأ يخاف الزمهرير...كل يوم يأكل جيدا ويلبس حريرا ...لكن دون جدوى...فقر الإحساس الغشوم قد حل به .. لعله إملاق الحب...وإذا نضج لديه التأمل، تعلم الإيماءات والإشارات...وزرع في نفسه أولى بذور العشق .. مزج مادته بروح غيره...تعلم فن الوصف الشعري من الرمادي إلى البنفسجي لتزداد رغبة البوح لديه...بدأ بالقراءة على مرآته لتتجمع لديه الأشواق ...تفنن في حركاته وايماءاته...فزاده دلك لذة ونجح في نصب شراكه على الآخرين دون ان يحدد هوية غريمه...انه بالفعل رجل وسيم داسته نوائب الزمان .. يجلس بحاجبين كثين وبوجه شاحب كان يسلم بفرح على كل واحدة تمر بجواره...لكن القمر غاب عنه.. يبدو انه يكظم أكثر من الخذلان...
كل ليلة يهرق ماء وجهه حزنا...جفت رموشه وهو ينثر لغطا على قدره....لم يتذوق يوما نبض حرارة آدمية...لم يشعر يوما بحرارة نهد يطهر بكاء روحه ...كان يناجي أحضانا غائبة عنه بأصدق الأبيات إلى ان تموت أحلامه في أجمل الكلمات...ثم تداعبه يقظته لتخبره بهوان فراشات أحلامه في ربيع العمر.. حينها تنهار اندفاعاته وتتهور أمنياته...ثم عاد لينام ....ليعانق في كل لياليه أوهامه ويخسر الرهان ...إنه اعتمد العشق في استدراك كل رغباته لينعم بالاستقرار ... لم يدرك أن الآخرين يفكرون فيه ...لم يحذر العزلة والتضليل والخيانة في علاقته مع غيره...فقد أجبر لغته على أدب لا مشروع غابت عنه دلالات كلماته ...ولو سألته في حجته على ذلك، لقال لك : إن عشقي سر مستور عند غيري، وأني أبحث عنه في ذاتي...أكتب عنه وأنتظر ...إن الحديث فيه لذي شجون.. وأما أنت فلا تلمني أو تلم نفسك أو تعلن علي العصيان.. وإن الغد لقريب...
احمد انعنيعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق