الخميس، 19 أكتوبر 2017

"يحاصرني واقع لا أجيد قراءته" (مجاراة درويش) / شعر / عبد الحكيم البقريني

"يحاصرني واقع لا أجيد قراءته"
(
مجاراة درويش
)
*
يحاصرني
أنا الرفض.
أساطير علقت على أعتاب النقض،
كلمات نسجت ،نسي منها البعض.
فحوصرت...
سجنت واقعا ألفه المرض،
الموائد معدة،والمرايا معلقة..
فمن يفك شفرة النوايا؟
يعلن الوعظ.
لتعد صورتي لمرآة علقت..
فأودعت خطاي والركض.
*واقع
طاب مرقدكم أيها الأموات.
أجل:
هاهنا نحيا،أشباه الكائنات.
أشباههم،إذ أودعنا القيم خلف الخطوات.
دمرنا كل الحضارات.
أعلنا اللاحياة،
وقلنا: تي قمة الثقافات.
طاب مرقدكم أيها الأموات.
هنيئا بواقعكم.
أخذتم الحياة وتركتم لنا الفتات.
*لا
لا للأرض..
لا للسلام..
لا للقيم.
فماذا تبقى للأنام؟
فخذوا المشانق،واعلنوا الموت الزؤام.
أو عيشوا أسفل السافلين.
نياما..أشباه القيام.
كونوا ما شئتم..إلا حملة الأحلام.
فالأرض ما عادت لكم أنتم..
أنتم أيها الأنام.
*أجيد
تتألق وتكتمل النوايا.
فتصفو الحوايا.
فيا أيها العابرون خذوا زاد الطريق..
فما تدرون ما الخفايا؟
خذوا حذركم،وارحلوا حيث الطهارة.
هاهنا ما عادت صورتنا تسطع في المرايا.
صرنا أسرى الخطايا
صرعى حضارة صيرتنا ضحايا
حولت حياتنا منايا.
فمن يجد لن يجد سوى الغوايا.

*قراءته
اقرأ..
اقرأ،أو لا تقرأ،فالحروف أهملناها.
وحدها الكلمات ودعناها،
وركضنا خلف حضارة ما بنيناها.
حضارة ضلال،
لن ترتاح حتى تتبع خطاها.
اقرأ. .
اقرأ، أو لا تقرأ، فأنا هاهنا أحيا.
وهناك صورتي لا أرضاها.
فيحاصرني واقع لا أجيد قراءته.
شعر :عبد الحكيم البقريني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق