عـاشِـقٌ من البادِيـة
.
أحْـببْتُ من دُونِ الجُــمانِ جُـمانةً الغُـصْنُ حـانٍ
و الـقُـطـوفُ صِـغـارُ
.
لا تسـأـُـنَّ عـن السَّـنابكِ و الـصَّبـا غِـنْـجٌ و
قَـبْــعُ المُـرْسَـلاتِ وقـــارُ
.
ســـأُقِــرُّ أنِّـي قَــدْ أتيتُـكِ رَغْـــبَةً
مِـنِّـي فـوَسْــمُـكِ و الجَــلالُ هِـجــارُ
.
لَافَ البَنـانُ على الغُصَـينِ بـرُعْـــلِهِ
فَـتســامَـرَتْ بحَـفـيـفِـهِ الأزْهــــارُ
.
طَــمَّ الغُـناجُ عـلى المَـقِـيْـلِ بزَفْــرَةٍ
طَـرِبَـتْ عـلى خَـلَجـاتِها الأطْـيــارُ
.
أرْجــازُ نَصْـلِكِ و السَّــلاجـمِ كالـرُّبى هُـدْبُ
تفيء لحُـسْـنها الأنْـظــارُ
.
نـاضَ الفُـــؤادُ لـعَــنْدَلٍ مَــلَّ الهـوى فهَـوى
أسِـيْراً و الـخِـلابُ حِــرارُ
.
هـا ذِي عَــروبُ الصَّــافِـناتِ جُـمـانةٌ كـارَتْ
بليلة عُـرْسِــــها الأمْهـارُ
.
حــاكَ اللُّـهابُ حَـسيْسَها دون الوَغى فـالعَـزْفُ في
نَهْجِ العَـفـافِ زُوارُ
.
لا تحْـسَـبنَّ الـواشِــيــاتِ سَـــوالِـــمٌ و
الفَـــــجُّ أوْسٌ و الـفجاجة عـــارُ
.
يَـقْـتـــــاتُ بينَ الأخْـضَـرَينِ بـإفْـكِـهِ
وتـجــوسُ بـيـنَ لِحـاظِــهِ الأوْزارُ
.
مارَ الخُـبابُ على الصُّـدورِ و ما خَـبا من
زَمْرِهِنَّ على النُجودِ شِجـارُ
.
هُــدْبُ الجُـــمانَةِ كـالــرِّماحِ نوافِــــذٌ
تَــتْرا بـلحــظٍ حــاقَـهُ الإصْـــرارُ
.
سـأُقِــرُّ جَـهْـراً أنَّ رُمْـحَــكِ غـائِــرٌ مـا
كانَ سَـمْـتُ الآسِـــرينَ غِــوارُ
.
إنَّ المُــدامةَ و النّـــواظر و اللَّـمى سِــبْيٌ و
سِـــبيُ الآسِــــرينَ زِمــارُ
.
فـدَفيفُ جَـرْسِـــكِ من سِـــمارَةِ جَــدْوَلٍ و
لَفيْفُ زِلْـفِـكِ للهَــزارِ مَـزارُ
.
و اُقِــرُّ نَـظْــماً أنَّ نُـونَـكِ من سَـــنا
طَــرْفٍ تهـابُ نِـصــالَهُ الأشْـــفارُ
.
كيفَ الفـؤادَ غَــدىَ أســيرَكِ و انْتَسَى أَنَّ
الحِــسـانَ على التِّــلالِ مِهـارُ
.
كيفَ المَـراسَـــةَ تُسْــتهامُ و تُسْــتَبى و
لِكُـلِّ غِـمْــــدٍ فَـيْصَــلٌ وقَـــرارُ
.
رِفْـقـاً بعَبْلِكِ فالعِـرابُ سَـــوالِـمٌ و
الـرَّحْـلُ نـوقٌ و الـنُّـيـــوبُ شِــــرارُ
.
و عَـسُـوسُ شـعْبِكِ لن تَحُـوقَ غَـلائِـلي و شِـغافُ
قَـلْبِكِ مئـزرٌ و دِثــارُ
.
فـتــدللَّي بينَ العِـــرابِ و عَــرِّجـي إنْ كـان
إربُـــكِ زاهِـــــدٌ و يغــارُ
.
ســــأُقِــرُّ جَـهْـراً أنَّ زَوْلَكِ باتِــكٌ و
هَــزيــمُ صَـمْتِـكِ لَـهْــذَمٌ بَتَّـــــــارُ
.
ما كـانَ بينَ الـمــارِقـيـنَ مُـرادِفـــاً و
العــــادِيــاتُ رَوابِـضٌ و سُــعـارُ
.
فَـلِمَنْ صَـهيْلُكِ و الـجِـفالُ تواتَرَتْ و
حَـصِيـفُ شِـعْـبِكِ صَلْـدَمٌ زِرْزارُ
.
و لِمَنْ زَمِـيْــرُكِ و الـغِـرارُ صَـوارِمٌ بِيْـضٌ
و نَصْـلُ الوجْـنتينِ غِـفـارُ
.
بَـــدْرٌ يُـغَــرِّدُ في الـعَـنــانِ كَـعَـنْدَلٍ و
الـزَّاجِــلاتُ كواكِـبٌ و غِــــرارُ
.
هَـمْـسٌ ترقْـرَقَ في السَّـماءِ مُنـاجــيا رَبَّ
الخَـــلائِقِ فـالحـيــاءُ شُــوارُ
.
يـا رنَّــة العـيـدانِ إن دَلِـهَ الهـوى فـعـلى
هُــزامِـــكِ تُـبْـحِــرُ الأوتـــار
.
هـاسَ الـزَّمـانُ و لنْ تَـحُـوبَ كِنـانُها و
الـمُـورِيـاتُ على المِهادِ جِـمـارُ
.
اللَّيـلُ أَلْـيَـلَ و العُـيــونُ تـوارَبَـتْ و عــلى
جَــبينِكِ تَسْـــبَـحُ الأنْـــــوارُ
.
و ألـخِـصْـرُ ضاوٍ و الـدِّفافُ ضَـوامِرٌ و
الـثَّـغْــرُ بَينَ الـخافِـقَـيْنِ مَـنـارُ
.
بقلمي فارس الأشعار دكتور رؤوف رشيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق