فّرَاقُ وَمَا كُنتُ الذي بِبعدِهم // بقلم// السيد حسان

فّرَاقُ وَمَا كُنتُ الذي بِبعدِهم
السيد حسان
أَنَا لم أهب جُرحاً،فقُلْ للذي نوي
رحيلُ بِأن يمضي بِدونَ تَلعْثُمِ.
.
فَلستُ بِمن يحيَا ذليلاً،وقد علا
وليس بمن يلوي شموخ بِمعصمِ.
.
لِكُلّ فتي مِنّا زمانً ،وَلي أنا
وجوبُ بِأن أعلو إناسَ وأنجُمِ.
.
إذا لم تكُن للحبّ مرعي،لتنتهي
لِتنسي لها صفواً كريماً للائمِ.
.
فليسَ الذي يعلو علي مِنبَرَا كفوْ
وَليسَ الذي يشكو جفاءَ بِمُعدمِ.
.
هَواكَ وإن يشفي جريحاً مُحطما
إذا كانَ بلا صدقاً،فوأدهُ أسلمِ.
.
ورؤياكَ إن كَانتْ لِتَنتَفِعُ بِها
وِداداً،فَحُد عنّي بِكُلّ تَعظّمِ.
.
فَأَحلَي مُني،عَيشي وحيداً بِلا أَذي
أو َعِشقُ يُساوي بَينَ إِبنَ،وأعجمِ.
.
فأنظُر إلي قلباً واذهد بِمظهَرَا
وَحُد عن هوي يبدو طويلُ ومُظلمِ.
.
أراكَ وقد تَفهم بِأنّ الفراقَ لا
يزورُ سِوي من لا يكونُ مُتيّمِ.
.
فِراقُ وَمَا كُنتُ اللذي بِبعدهم
يبانُ لهُ ضُعفاً إذا يِتَكَلّمِ.
.
فَلستُ بِمن يحيا ذليلاً وقد علا
وليسَ بِمن يلوي شموخ بِمعصمِ.
.
وَما لذّتي لو يُرجِعونَ الذي مضي
وَلكِنْ سروري في عَرَضِاً مُقوّمِ.
.
السيد حسان