الأربعاء، 31 مايو 2017

((صلاة البوح المسافر)) / بقلم/ أبو الطاهر المهتار


★★
((صلاة البوح المسافر))
للشاعر أبي الطاهر علي محمد المهتار
مجاراة لقصيدة أبي تمام عن الربيع.
والتي مطلعها رقت حواشي الدهر فهي تمرمر
(صلاة البوح المسافر)
ضيف أتى بجماله يتبختر
وبه الدنا تلقى الهنا وتبشر
في الكون قد ألقى بساط جماله
بأريجه كل الربى تتعطر
وكأن زهر الروض فوق سهوله
أزرار در صاغها متدبر
وكأنما الدنيا تبسم ثغرها
إذ ضمها الخل الفتي الأزهر
وهنا فراشات تطرز أفقه
فكأنه الثوب الجديد الأخضر
كجدائل العذرا مد غصونه
و كأنّما الياقوتُ فيها مُثمرُ
وتعنقدت صور الجمال بكفه
والبؤس من عرصاته يتقهقر
نقش الربيع من الطبيعة كفها
كعروسة بدلاله تتخفر
عرس الطبيعة في جلال مقامها
كمسافر إن قام صلى يقصر
والشمس ترسل أنفها متشمما
لروائح عطرية تتبخر
وغنا خرير الما صوت سلاسل
ولحون سحر إبتداها الكوثر
سرعان ما ينوي الربيع رحيله
والزرع يغزوه المشيب الأصفر
فلنا لدى فصل الربيع مواعظ
والعاقل الفهمان من يتعبر
فشبابنا مثل الربيع يغرنا
ولقد ينعنا والمشيب المنذر
إن الطبيعة في فراق ربيعها
تبدو كشيخ وجهه يتكدر
رقت حواشي الدهر ثم تغلظت
عفوا أبا تمام ماذا أشعر
قد صغت في وصف الربيع لألئاًً
وجواهر الإبداع منها تنثر

أبو الطاهر المهتار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق