أمّي ارجعي و معك أشجار الزّيتون و الرّمان بقلم (
الشاعر المختار السفاري)
يا غائبة عن عيوني و حاضرة في قلب
نبضاته تترجم أحزاني
تعزّيها تناهيد تخرج من الأعماق
لتحنّ و يفرج عن أسرها سجّاني
دموع العين ترثيها
من الاشتياق و البعاد و الحرمان
و تتمنّي عودتها
رغم ظلم الزّمان
يا أمّي
عروق شجرة الزّيتون في بستاني
غصنك عطش و ذبل
من قلّة رضاعة الألبان
ثمرته يبست
و لم تعد صالحة للأوطان
يا أمّي لقد خانت العهد
البنات و الصّبيان
الدّنيا و من عليها بعد رحيلك
لم تعد كسالف زمان
الفساد كثر و الظّلم
انتشر في كلّ مكان
القلوب الطرية البيضاء
اسودت أصبحت حجر صنوان
لا تحنّ و لا تشفق
دم أسود فيه سمّ أفعى و ثعبان
يقتل المسلم
المؤمن بربّنا الرّحمن
أرضك المعطاة أصبحت صحراء قاحلة
فقدت منها أشجار الزيتون و الرّمان
هرب منها شبابها و شابّاتها
و لم يبقى فيها ‘لّا عبّاد الشّيطان و الأوثان
حتّى الجوامع التّي كانت فخرنا و مكان شرفنا و عزّتنا
اصبحت مكان شبهة بيد السّجّان
يكفي أن يدخله مؤمن بربّنا
ليعتقل و يسجن في ثواني
أمّي إرجعي إلى إبنك
لتعيدي لقلبه الحنان و تعدّل الأوزان
إروي تربتك لترجع حقول الزّيتون و الرّمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق