الاثنين، 2 يناير 2017

***رحلة الهواجس والظنون ***/ بقلمي/ عبدالسيد عبدالفتاح


***رحلة الهواجس والظنون ***
ومضيت ألهو في طريقى أسامر وحدتي
أحدث نفسي بصوت عالي كالمجنون
أركض متخفيا كالثعالب في البراري
أتواري من الهمس والانظار والعيون
وأعود فأضحك بسخرية من أمري
كيف تملكتني الهواجس والظنون
وفي صدري بقايا لهيب من شجن
وبركان مكبوت بين الضلوع مسجون
أتيمم وأغسل من ندي الفجر أحزاني
فتعلق بثوبي أوهام وظنون وشجون
أنتشل شتات نفسي من وحل أوهامي
وأنهض ببقايا أطلال من أمل مطحون
وأتيمم من نسيم الربيع أطهر أنفاسي
فقد تسرطنت رئتي من أستنشاق الكربون
والمح ظلي يجري من خلفي يطاردني
فأهرول منه وأجري صارخا كالمجنون
وفي حقائبي خرقة من ثيابي البالية
وهلاهيل قديمة من ثوب قديم مركون
أوراي بها جسدى من صقيع وبردالشتاء
ومن مكر وحسد القلوب وسحر العيون
وبحثت عن حذائي المثقوب فما وجدته
فأنتعلت حذاء لي من ورق من كرتون
.وزجاجة من دواء نتن قديم هي لي
مصل وترياق ضد السموم فعال ومضمون
وقليل من المال دنانير قديمة هي معي
فقد أفنيت عمرا من قبل ترهقني الديون
ومعي قطعة من مرآة قديمة أبصر بها
فأري ملامحي وقد تلونت بألف ومائة لون
يغلبني النعاس فأنزوي علي التراب منبطحا
أضم أرجلي واتقوقع منحنيا كالعرجون
اهرول إلي خبذتي القديمة في مخبأها
أعض فيها ككلب أنتابه سعارملعون
وفي جرابي عظمة من رفات لحم قديم
التمس فيها طاقتي من البروتين والدهون
يجن الليل فأهجع إلي مزماري أسامر وحدتي
وكأن العالم أضحي خراب ولم يعد مسكون
أسامر الليل ولكن الليل يأبي أن يسامرني
أحاكية وبالصمت يناوشني وكأنني لا أكون
وأبصرالفجر ذاته وقد تقوقع في الضحي
جاءنا حبواً يتلعثم بالخيبة وبالظنون
أعاتب نفسي وأسألها وألومها وأنهرها
من أنا من أنا من أنا يا تري من أكون

عبدالسيد عبدالفتاح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق