السبت، 8 أكتوبر 2016

أكبر من مدينةٍ تزدحم بالخائفين / بقلمي / ناصر أمين

أكبر من مدينةٍ تزدحم بالخائفين...
هو وجهكِ البعيد
وأصغر من يد طفلٍ يفتّش عن الشمس...
هو وجهك ِالبعيد..
ويتسلّق الوجوه الهاربة
هو...وجهك ِالبعيد
إنه ليس قلبي...
ذاك الذي تنام الأشواك في صحرائه...
أو تنام الصحراء في أشواكه...
ينام على خوفه
ويصحو على خوفه...
وأنتي هناك فوق قيان جبلٍ آخر...
يرتدي في الليل بقايا ثوبه
ويرتدي في النهار بقايا ثوبه...
ثم لا يؤول إلى شيء
ويؤول إلى لا شيء...
حينما تحاصره اللعنة من الشمال
وتحاصره اللعنة من الجنوب...
ويترك لبعضٍ من حجارته أن تتدحرج إلى آخر الوادي
حيث إمرأة ً..
تعيد ترتيب بيتها...
داخل دفترٍ مدرسيٍّ مهجور...
أيا إمرأة ً
تفتّش جيوبي كلّما غادرتها إلى المدينة
لشراء كتابٍ..
أو ٱخفاء قصيدة
أيا إمرأة ً
تخاف أن أقول الشعر
وتخاف أن أقول الصمت
ما الذي ظلّ لي من قلبٍ غير إمرأة
ما الذي ظلّ لي من إمرأة ٍ غير قلب
يتّسع أحدهما للآخر
ويضيق أحدهما عن الآخر
...
رملٌ ظامئٌ كل هذا الجبل
وعشبٌ يابسٌ كل هذا السهل..
وأنتي إمرأة ٌ..تنصب لي في آخر الطريق فخّاً أزرق
حتى أترجّل من غضبي...وأركع تحت رايتها البيضاء
...
أعذريني أيّتها الصديقة
إذا دفعت أمامي كتابي الأخير
ودفعت ورائي كتابي الأخير...
وإخترقت الصمت
حتى لا أقول ما لا يجب قوله لحظة إتّساع المَشاهد..
وحتى لا يتساقط لحمٌ هرمٌ عن جسد صبيّة...
ولا يفرّ عاشقٌ من إمرأة ٍعلى نهر
ولا يصمت عاشقٌ..
فلا يكون بإمكانه دفع أصبعه بأغنيةٍ واحدة
أغنية ٍعن أيّ شيء
أغنية ٍعن لا شيء
أغنية ٍ.....لوجهكِ البعيد..!!!!!

بقلمي #ناصر أمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق