النَّفس اللَّوامة ...
للشاعرة / زكية أبو شاويش
~~~~~~~~~~
دنا الموتُ يا قلبى فهل أنت جاهزٌ
وهل قد تركت الذَّنب والعفوُجائزُ
وهل من له استغفارُ لا بد معرضٌ
على النَّار مع من قارع الحقَّ ينشزُ
وبي من هموم الدِّين ما أرَّق الجوى
بصدقٍ لمولانا وعمرٍ يناهزُ
بصومٍ كصومِ الدَّهرِ إذ مباعِدٌ
عن النَّار في الأُخرى الّتي قد تميِّزُ
ومن كان في قومٍ يرائي بفعله
فلا تُقبل الأعمالُ يا من يبارزُ
وهل كان إخلاصٌ وحبٌّ لبارئٍ
ولي من ذنوب القلب لا بدَّ حائزُ
دنا الموتُ يا قلبي فهل كنت قائماً
صلاةً من الوجدانِ أم أنت مائزُ
وقد ضاعت الأوقاتُ ما كنت جاهلاً
لها حاسبٌ إذ قد تضيعُ الجوائزُ
وهذي حروبٌ قد تفانى بظلِّها
شبابٌ ولكن في الجهادِ التَّجاوزُ
هي الحربُ للأحرارِ قتلٌ وذلّةٌ
إذا كان ميزانُ القوى من يبارزُ
فلا تنجح الثوراتُ إذ قد تباعدت
قلوبٌ عن الحقِّ الّذي قد يركِّزُ
لعدلٍ إذا ما حطَّ يوماً ببابنا
رأينا مِراءً صاعداً قد يُجَرمِزُ
بصوتٍ جَهَوريٍ يعادي مجاهداً
صدوقاً ومن أعوانه من يعزِّزُ
دناالموتُ يا قلبي وأنَّى لها الذُرى
بنسرٍ ليحمي إنْ عليها تقافزوا
وللداءِ أدواءٌ تراها كثيرةً
وعند المداوي ما بها قد يُحزِّزُ
فماكان منها من شفاءٍ لقائدٍ
ولا تركها يعني مواتاً فَتَحْجزُُ
عميقٌ هو الحبُّ الّذي كان صامتاً
ودارت الأيامُ والموتُ مائزُ
إذاكان جوعٌ في قلوبٍ دحا لها
من الشّوقِ نيراناً لتدنو المخابزُ
فتحيي الّتي من دائها قد تماوتت
لتُبلى بسرٍّ من حبيبٍ يعاجزُ
دنا الموتُ يا قلبي وجاشت بقربه
شجونٌ لمن كانت لحِبٍّ تناكزُ
فصدَّت بدَلٍّ ما جرى في فؤاده
من الشَّوقِ لا بغضاً ولكن تُميِّزُ
جراحاتُ حُبٍّ في النَّوى قد يزيدها
صدودٌ وهجرٌ قد دحاه التّعزُّزُ
دنا الموتُ يا قلبي فهل من مسامحٍ
لزلّاتِ حُبٍّ في النَّوى قد تجاوزُ
بإخلاص قلبٍ قد يداري بصدِّه
جنوناً بِحِبٍّ قد يُذلُّ ويُلمزُ
إلهي فصُن بالحلِّ قلباً مطهَّراً
وحرر نفوساً من هوانٍ يقزِّزُ
لعفوٍ صبونا يا إلهي بتوبةٍ
وأنت الّذي إن قلت شيئاً ستنجزُ
فلن تدخلَ النيرانَ إلا ملوّثاً
بشركٍ وقتلٍ للّذي لا يبارزُ
وأنت الّذي تُبدي لخصمٍ حُقوقَهُ
وتُرضِي خصوماً إن لها قد تعزِّزُ
فرحماك ربي إنّني لا مُعاندٌ
قضاءً وأرضى بالّذي أنت تُنجزُ
أُصلي كما صلَّى إلهي بحمدِهِ
على أكرم الخلقِ الَّذي للشَّرعِ مُبِرزُ
باعدادِ خلقٍ في سماءٍ وأرضِهِ
ومن في جنانٍ والأماني تُحَفِّزُ
~~~~~~~~~~
الجمعة 27 ذو القعدة1436 ه
11 سبتمبر 2015 م
زكيَّة أبو شاويش _أُم إسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق